Monday, October 18, 2010

ايفنهو تأليف: سير ولتر سكوت

ولد الكاتب الاسكتلندي السير ولتر سكوت في مدينة ادنبره في الخامس عشر من شهر آب 1771 ، اصيب وهو في السنة الثامنة من عمره بمرض تركه اعرج طيلة حياته ، دعا سكوت المرض "مرض بزوغ الانسان" لكن مرضه هو شلل الاطفال من دون شك ، اعتقد اهله ان هواء الريف مفيد له ، فأرسلوه الى مزرعة جده المعروفة باسم ساندي نو ، وهناك في الايام المشمسة ، اعتادت مربيته على اخذه الى المراعي وتركه على الصخور التي ترعى من حولها الخراف ، عندما تعافى وبدأ يقف ويمشي ، عاد الى عائلته في ادنبره ، ودخل الى المدرسة ومن ثم الى الجامعة ، كان يقرأ بنهم ، وقد احب بخاصة القصص الخرافية واساطير القرون الوسطى وكتب الاسفار والتواريخ ، لم يعتبره استاذه تلميذاً لامعاً لأنه كان ضعيفا في اللغة اليونانية ، لكنه تعلم اللاتينية وما يكفي من الفرنسية والالمانية والاسبانية والايطالية ، بحيث تمكن من قراءة اعمال المؤلفين المفضلين لديه بلغاتهم الخاصة . دخل في العام 1786 الى مكتب والده ليعمل كمحام متدرج ، وبعد ست سنوات قبل عضواً في نقابة المحامين . التقى خلال حفلة راقصة ، فيما يقضي عطلته في منطقة البحيرة الانكليزية ، بسيدة فرنسية شابة هي شارلوت كاربنتر ، وبعد اشهر قليلة تزوج منها ، وكان عمره آنذاك 26 سنة . بدأ سكوت حياته الادبية بجمع الاشعار الشعبية في بلاده وقام في العام 1805 بنشر "أنشودة المغني الاخير " ، فلاقت نجاحاً مذهلاً جعله يتخذ الادب مهنة رئيسية ، كتب في العام 1808 قصيدته الرائعة "مارميون" واتبعها في العام 1810 بديوان "سيدة البحيرة" . اشترى سكوت مزرعة على نهر تويد ، وانتقل اليها مع زوجته واولاده الاربعة ، وقد سمى المزرعة أبوتسفورد ، وابقى ابوابها مفتوحة امام الزوار . وذات يوم وجد سكوت بالصدفة على مكتبه القديم الفصول الاولى من رواية تاريخية كان قد بدأها منذ سنوات ، فأنجز الرواية بسرعة ، ونشرها في العام 1814 بعنوان "وايفرلي" ، وقد دفعه نجاحها الباهر الى كتابة سلسلة منها ، كذلك كتب سلسلة اخرى من الروايات التاريخية لاقت جميعاً النجاح الكبير ، حتى ان ملك بريطانيا العظمى وايرلندا جورج الرابع منحه في العام 1820 لقب بارون تقديراً لمكانته الادبية ، ولقد كتب سكوت في العام نفسه رواية "ايفنهو" فكانت اول محاولة منه لتناول التاريخ الانكليزي بالكتابة ، ومع ان هذه الرواية ليست افضل ما كتب ، الا انها بلا ريب الرواية الشعبية الاولى بين اعماله ، فهي تمتاز بعقدتها المثيرة واحداثها المشوقة التي يجري معظمها في انكلترا زمن الصليبيين ، وفيها وصف رائع لمباراة مسايفة يهزم فيها افينهو فرسان جون ، اخ الملك ريتشارد قلب الاسد ، كذلك في الرواية شخصية شهيرة هي روبن هود . تعرض سكوت في العام 1826 لصدمة كبيرة إذ توفيت زوجته فجأة ومنيت أعماله بخسارة فادحة ووقع تحت وطأة دين كبير . توفي سكوت في أبوتسفورد في 21 ايلول سنة 1832 ، ودفن في مدفن العائلة في دير درايبوره ، يمتاز سكوت بتصويره الواقعي للأحداث ، وتتسم قصصه الغنية بروح الفروسية بطابع رومانسي يجعل القارئ يقرنه بكبار كتاب المدرسة الرومانسية ، وان لم يكن في الحقيقة واحداً منهم ، هذا ويعتبر سكوت بحق "أب الرواية التاريخية" لأنه وضع نموذجاً لهذا النوع من الادب القصصي ما زال يتبع حتى الآن .

0 comments

Post a Comment