Monday, October 18, 2010

Le cid تأليف: بيار كورناي

ولد بيار كورناي في مدينة روان في فرنسا في السادس من حزيران 1606 ، في اسرة تنتمي الى البورجوازية الصغيرة وكان الابن الاكبر لعائلة مؤلفة من سبعة اولاد ، تلقى دروسه لدى اليسوعيين في روان ، وتخرج محاميا ، دون ميل منه لهذه المهنة ، وانما استجابة لرغبة والده ، لذا لم يترافع امام القضاء إلا مرة واحدة ، لكونه خجولاً وتنقصه الفصاحة ، مع ذلك حصل له والده على وظيفة "محامي الملك" ، وقد حافظ على هذه الوظيفة حتى عام 1650 . أُغرم كورناي بفتاة من روان تدعى كاترين هو ، فكتب لها اولى اشعاره ، وكوميديا بعنوان ميليت 1629 نالت نجاحاً باهراً ، مذ ذاك فكّر في شق طريقه في باريس ، وكتب عدة مسرحيات : كليتاندر 1632 ، الارملة 1632 ، بهو القصر 1634 ، التابعة 1634 ، الميدان الملكي 1635 ، ولما ذاع صيته في الاوساط الادبية ، طلب اليه ريشيليو ، كبير وزراء الملك لويس الثالث عشر ورجل النظام القوي ، الانضمام الى " مجموعة الكتّاب الخمسة " التي عهد اليها كتابة بعض المسرحيات اختار بنفسه موضوعاتها وحبكتها ، لكن كورناي ، المعروف بمراسه المستقل ، ما لبث ان استقال من هذه المهمة متذرعاً ببعض الالتزامات العائلية ، وكتب بمفردة تراجيديا بعنوان ميديه 1635 لم تلق استحسان الجمهور ، مما جعله يعود الى الملهاة في الوهم الكوميدي 1636 ، وهي مسرحية تجمع بين الانفعال والهزل . عند بلوغه الثلاثين من عمره عاش بيار كورناي تألقاً مفاجئاً ، فلقد تعرف صدفة الى اعمال كاتب إسباني هو غيلهم دو كاسترو فاقتبس منه موضوع رائعته "السيد" 1636 التي لاقت نجاحاً منقطع النظير ، لكن هذا النجاح أثار حقد وضغينة بعض زملائه الذين انتقدوا المسرحية بقسوة ، وشكّكوا في عبقرية الكاتب ، واستعرت المعركة حين ردّ كورناي عام 1637 من خلال مسرحية جديدة ، الاعتذار الى فنان 1637 ، مبدياً احتقاره للحسّاد والمتآمرين ، واتت الردود عليه عنيفة ، الى ان توقفت هذه "المعركة" عام 1638 إثر تدخل الاكاديمية الفرنسية التي اصدرت تقريراً ملتبساً ، فانتقدت إخلال المسرحية بقواعد المسرح الكلاسيكي ، وفي المقابل اشادت بجمال النص وبمزايا المؤلف ، مما حفظ له كرامته . في العام 1639 عاد كورناي الى روان ووقع في هوى ماري دو لامبريار وتزوجها ، وهنا تتالت مسرحياته بعد فترة صمت أعقبت انتهاء "معركة السيد" ، فعرض مسرحية هوراس 1640 التي لاقت النجاح بالرغم من بعض الانتقادات ، اتبعها في السنة ذاتها بمسرحية "سينّا" التي استقبلها الجمهور بحماس كبير ، وفي غمرة الحب الذي كان يعيشه كتب بوليوكت 1643 التي تعرضت لبعض الانتقادات ، في هذه الفترة من حياته ، تفتقت عبقرية الكاتب ، فراح يخوض غمار مختلف الانواع المسرحية من اجل إرضاء تطلعات جمهوره المتنوعة ، من بين مسرحياته تلك الحقبة نذكر : موت بومبيوس 1643 ، الكذاب 1644 ، رودوغون 1644 ، هيراكليوس 1647 ، اندروماد 1650 ، نيكوماد 1651 ، الا ان أياً من تلك المسرحيات لم تكن بمستوى "السيد" أو "هوراس" من حيث الجودة الادبية ، يذكر هنا بأن موقع كورناي على الساحة الادبية تكرّس بانتخابه في الاكاديمية عام 1647 ، بعد محاولتين فاشلتين في 1644 و 1646 . في العام 1652 ذاق كورناي طعم الفشل بعد عرض مسرحيته بيرتاريت ، فقرر الانكفاء لظنه بأن موهبته قد شحت بسبب تقدمه في السن ، لذا اختار ترجمة الكتب الدينية ، لكن شيطان المسرح ما لبث ان اغواه مجدداً ، فقدم أوديب 1659 التي لاقت النجاح ، وبين عام 1659 و 1774 كتب كورناي إحدى عشرة مسرحية ، لكن عبقريته بدت خافتة ، مع ذلك يمكن التنويه ببعض المسرحيات العائدة لتلك الفترة : سرتوريوس 1662 ، أتيلا 1666 ، سورينا 1674 . في السنوات الاخيرة من حياته 1674 ـ 1684 انصرف كورناي نهائياً عن المسرح ، ليجد العزاء في التعاطف الذي لقيه من افراد عائلته ، وفي مشاعر التقوى ، ولم يتمكن من مواجهة العوز إلا بفضل الإعانة الملكية التي صرفها له الملك لويس الرابع عشر ، وكانت وفاته في الاول من اكتوبر عام 1684 .

0 comments

Post a Comment