Monday, October 18, 2010

Hamlet تأليف: وليم شيكسبير

ولد الكاتب الإنكليزي وليم شكسبير في قرية ستراتفورد في الثالث والعشرين من نيسان سنة 1564 كانت أمه امرأة طيبة قد حصلت على ثروة عن طريق الإرث ، اما ابوه فقد كان من طبقة متوسطة وما كانت تجارته مقتصره على نوع واحد من البضاعة ، وانما كان يتعامل في بيع وشراء مختلف البضائع : الحبوب، اللحوم ، وكذلك الجلود، فحالته المعيشية جيدة . عند بلوغ شكسبير الرابعة عشرة من عمره التحق بمدرسة القواعد في ستراتفورد ، حيث حصل على تعليم ليس بالكثير جدا في اللغة اللاتينية وعلى اقل منه في اللغة الإغريقية ، ونظرا لقلة هذه الثقافة ، فقد كان صديقه المتعلم جيدا بن جونسون يعيب عليه ذلك . ان افضل الحقول في تعليمه هو تعمقه العجيب وتبصره الأكيد في الطبيعة وسعة اطلاعه على التراث الشعبي في منطقته . ومما لا شك فيه انه بدأ منذ عهد الصبا جولات في الغابات والجداول في يوركشاير ، وكان يتوقف للتحدث الى النساء العجائز حول نارهن في أكواخهن ويصغي الى احاديث المزارعين أثناء تناول وجبات الغداء ، وعلى بعد مسافة اميال كانت الصورة الخلابة لمدينة يوركشاير العملاقة تجعله يسرح في اعماق الماضي . وضمن جولاته اليومية البسيطة كانت تشده قلعة كنيل وورك ومنتجع أليزابيث المفضل واغنام الليستر ومدينة كوفنتري التاريخية التي فيها قد يشاهد الواحد بعض المسرحيات الدينية التي تمثل في بعض الاعياد الخاصة ، وكانت مجاميع الممثلين الوافدين الى ستراتفورد تأتي الى أبيه جون شكسبير طالبة الإذن بالتمثيل ، ولا شك ان شكسبير كان قد شاهد تمثيلهم ، فتشربت مشاعره وغذت أحاسيسه بعالم التمثيل ، وبتلك التأثيرات والأساليب وجد الغذاء المناسب لعقله وتفكيره ، ذلك الغذاء الذي كان جائعا له ، لقد اختزنت في باطن عقله كثرة من الصور الجريئة التي تفجرت بعد ذلك خارجة من مكمنها عندما وجدت الحقل الخصب لإنباتها وانتمائها في مسرح لندن . في حوالي السنة 1578 ، بدأت ثروة ابيه جون شكسبير بالتناقص ، واحتمالا من هذا أن وليم كان مضطرا لترك المدرسة وبالرغم من التدهور المادي السريع لعائلة وليم فقد عقد قرانه على الآنسة آن هاثوي وهو في الثامنة عشرة من عمره . كانت فتاته آن من عائلة فلاحية من شوتري قرب سترتفورد . كان ذلك الزواج على عجل وان ذلك بين ومحسوس من المنحى العام لحياة شكسبير ، اضافة الى ان بعض القطع القصصية في بعض المسرحيات تحمل لونا من ألوان حياة الشاعر . في القترة الواقعة بين العام 1585 والعام 1587 ، غادر وليم شكسبير ستراتفورد باحثا عن مستقبله في العاصمة . جاء شكسبير الى لندن والتحق بمسرحها الشهير الواقع على مشارفها ، كان على رأس هذا المسرح الممثل جيمس بيرباك ، فعمل شكسبير في البداية في تنقيح وتهيئة بعض المسرحيات والقصص والحكايات القديمة وجعلها صالحة للتمثيل ،ثم كاتبا للمسرحيات واخيرا صاحب حصة في المسرح ولا سيما بعد ان هدم المسرح القديم واقيم مكانه مسرحا على ضفاف التايمس الجنوبية باسم (كلوب) واثناء إقامته في لندن اقام شكسبير علاقات صداقة مع بعض العلية من الناس ، اذ اصبح مركزه الاجتماعي أعلى مما كان عليه سابقا بسبب شهرته من اعماله المسرحية ، ومن هؤلاء العلية إيرل ساوثمبتون . يظن ان اساس ثروة شكسبير جاءت هدية من صديقه وراعيه الشاب إيرل ساوثمبتون ، اضافة الى دخله من مسرح الكلوب . بعد حصوله على ثروة طائلة غادر شكسبير لندن راجعا الى مسقط رأسه ستراتفورد ، حيث اعاد وضع العائلة المادي الى ما كان عليه واوجد مكانة له ممتازة ودارا واسعة تحيط بها المروج الواسعة . وعندما قارب الخمسين من العمر آثر التقاعد ليقضي بقية حياته مع زوجته وابنته جوديت . ثم وافته المنية في السنة 1616 عن عمر ناهز الإثنين والخمسين عاما . يعتبر وليم جون شكسبير أشهر شاعر وكاتب مسرحي في الادب الانكليزي ، ان شهرته طبقت الآفاق اكثر من اي اديب عاصره او سبقه ، او جاء بعده ، إذ أن اعماله المسرحية بلغت ستة وثلاثين عملا ، هذا غير القصائد الشعرية والمنثور من قوله ، ان اعمال شكسبير في معظمها لم تكن من إبداعه وانما كانت أصولها من اعمال آخرين ، كأن تكون حكاية ، او رواية ، او عملا مسرحيا ممثلا سابقا ، غير ان موهبته الفائقة تكمن في اعادة تركيب تلك الاعمال بصورة افضل ، فيضيف ويحذف حتى يحصل على عمل مسرحي جيد ، ويقول النقاد انه كان يكتب لعصره وقد استعمل في كتاباته اكثر من عشرين الف مفردة مستقلة . يصنف العاملون في الادب وفي المسرح خاصة ، اعمال شكسبير الى مسرحياته "يوليوس قيصر " ومسرحيات هزلية ومنها " كوميديا الأخطاء " ومسرحيات تراجيدية منها " روميو وجيوليت " ولقد استعمل الشاعر كل الضروب الادبية والبلاغية من استعارة وتشبيه وكناية وجناس وطباق ، واما التلاعب بالكلمات فلا حد له ، وهذا دليل على إلمامه وغزارة معرفته بالمعاني الكثيرة للمفردة الواحدة ، وعلى الرغم من كثرة أعمال شكسبير وبلوغها اكثر من ستة وثلاثين مسرحية غير انه ما كانت هناك اثنتان منها متشابهتين او تتركان الانطباع نفسه فينا ، وهذه ميزة تميز بها على معاصريه ، وهناك الكثير من المميزات في كتاباته لا مجال لسردها في هذا المجال الضيق .

0 comments

Post a Comment