مصير بيكاسو (رواية) - محمد العون

تابعت الصحف أخبار الحادث، واستدعت الشرطة العديد من الأشخاص للتحقيق، لم يكن سعيد من بينهم، وظل على إصراره بعدم التقدم للشهادة، برغم أن معلوماته عن الصفات الجُسمانية للقاتل، كانت بالتأكيد ستسهم على الأقل فى تضييق دائرة البحث، أوفى التوصل إليه، وكنت أنا فى أزمة ضمير حقيقية، مابين نارين، إفشاء سر صديقى، ومساعدة العدالة، لكننى فى النهاية لم أتحرك، لم يكن بوسعى إلا الصمت، ومرت الجريمة وانطوت صفحتها، دون معرفة الجانى، وظل سرها يجثم على صدرى طويلاً.
هذا الموقف بكل ما فيه من مشاعر متضاربة ومفاجآت وخداع، كشف لي جوانب من الحياة وخبايا النفس، وكان مادة خصبة للخيال وللكتابة أثرت فى نفسى بعد ذلك، وتناولته من جوانب مختلفة فى عدة قصص، عندما بدأت رحلة الكتابة والأدب.